الحوار المسيحي - الإسلامي

 

تعدد الزوجات: الرد على مسلمة من السعودية

أرسلت لي سيدة من السعودية رسالة تناقشني فيها في أمور الدين. فأرسلت لها أحدثها عن ظلم الإسلام للمرأة. وهذا كان ردها (الأزرق) وردي عليه (الأسود):

قال تعالي((وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا))

قال تعالي((ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما))

معني هذا انه التعداد مشروط بأمر واضح وجلي وهو العدل بين الزوجات والأستطاعه الماليه.

معنى ما تقولين، لو أني من الأغنياء العادلين، فبأمكاني أن أنكح ما طاب لي من النساء؟! هذا بالظبط ما سبق أن قلته. ان آله المسلمين غير عادل.

العجيب انه في المجتمعات الغربيه يري البعض انه الزواج بأكثر من واحده غير مستساغ بينما لا يرون حرجا في ان يكون للرجل عشيقه او أكثر والمجتمع الامريكي اكبر مثال في حادثه بيل كلينتون المعروفه والجمعيه الايطاليه المعروفه لتبادل الازواج والزوجات فالحيوان يدافع عن انثاه ولا يتحمل ان يري ذكرا اخر يقترب منها.

الغرب ليس المسيحية. كما أن ما يمارسه العرب المسلمين من أنحلال عندما يخرجون من بلادهم لا يمثل الأسلام. لا تخلطي بين الغرب والمسيحية.

نحن نحب كعرب نحب أن نتهم الأخرين ونرميهم بالحجر، ونحن بيتنا من زجاج. قولي لي بالله عليكي: أي النوادي الأكثر زيارة من السعوديين على الأنترنت؟! أهي نوادي الجنس أم نوادي الدين؟!

أنت تعرفين أكثر مني الفساد الخلقي المنتشر كالنار في الهشيم بين الشباب السعودي في السعودية. ولكني لم أنظر اليهم على أنهم مسلمين، بل فاسقون. هذا بالظبط هو ما يجب أن تنظري به نحو الغربيين الفاسدين.

اذا كان الرجل لديه القوه الجسميه والحاله الماديه ما يسمح له بالتعدد وفقا للشريعه الاسلاميه مع تحري العدل وتكوين اسره مسلمه من زوجه ثانيه في النور أليس افضل من ان يقيم علاقات اثمه تحت جنح الظلام كما هو الحال في من يرفضون تعدد الزوجات او ان يقصد الدول المنحله لتفريغ غريزته.

من ناحيه اخري اخبر رسولنا الكريم الذي قال فيه الله تعالي (( وما ينطق عن الهوى)) بأنه في آخر الزمان يكثر عدد النساء ويفوق عدد الرجال. وهذا امر بدانا نلمسه في السنوات الاخيره وقد يكون للحروب دورا في ازدياد عدد النساء مما يؤكد قول الرسول اليس التعداد في هذه الحاله خير للمرأه من الجلوس دون زوج او ذريه ودرء للفتنه.

لا تحدثيني كأنك رجل. قولي لي رأيك كأمرأة لها مشاعر وكيان مستقل.

ماذا تفعلين لو أراد زوجك أن يتزوج أمرأة أخرى عليكِ؟

درج أعداء الاسلام منذ القديم علي التشكيك في نبي الأمة بأنه عّدد الزوجات.

لم يعدد الرسول زوجاته الا بعد بلوغه سن الشيخوخه اي بعد ان جاوز من العمر الخمسين فلو كان المراد من الزواج الجري وراء الشبهات او السير مع الهوى لتزوج في سن الشباب ولتزوج الابكار الشابات لا الأرامل المسنات فكل زوجاته عليه السلام ارامل ما عدا عائشه رضي الله عنها ويمكنك الرجوع لكتاب روائع البيان لمعرفه حكمة تعدد زوجات الرسول عليه السلام.

أتعرفين لماذا لم يتزوج محمد أكثر من أمرأة حتى سن الخمسين كما تقولين؟ لأنه كان متزوج من خديجة. المرأة الغنية التي رفعته من مرتبة الفقراء الى مرتبة الأغنياء.

لو حدث أن فكر محمد ولو للحظة في الزواج بأمرأة أخرى، لرمته خديجة خارج بيتها. لا تغضبي هذه هي الحقيقة! في ذلك الوقت النساء كنا أكثر حرية من النساء في عصر الأسلام. وصاحبة الجاه والنفوذ تقدر أن تفعل ما تشاء بزوج ناكر للجميل.

ثم كلنا نعرف بأن محمد تنبأ في سن الأربعين. وأبتدأت معاركه الجدلية مع قريش. الأمر الذي لا يجعل عاقل يفكر في أمرأة وهو في حالة أستنفار للدفاع عن معتقده وحياته. وكلنا نعرف بأن محمد كان مستضعف في مكة.

ولكن عندما أنتقل الى المدينة، صار له نفوذ وسلطان. بل صار حاكمأً بكل ما تعني الكلمة. وقتها حل وقت الأسترخاء مع بعض المتاعب هنا وهناك مع قريش. وقتها صار عمره خمسين كما تقولين، وأبتدأ يعرف نكاح أكثر من أمرأة.

ليس في الامر محاباه للرجل في الاسلام وتفضيله علي المرأه بقدر ما هو تشريع به تستقيم حياة البشر من التردي وانقاذ الآلاف من الفتيات اللاتي اوشكن علي العنوسه بسبب ما تبثه الفضائيات والاعلام بصفه خاصه من مساؤى تعداد الزوجات واظهار الزوج بمظهر الظالم والاناني اما الزوج الذي يخون زوجته مع حبيبته في السر فهو الزوج الرومانسي المحب ولا بأس في ذلك مالم يتوج هذه العلاقه بالزواج.

أؤكد لك بأني متزوج من أمرأة واحدة ولم يحدث أبداً أن خنتها ولو حتى في أحلام اليقظة. وأعرف المئات من أمثالي مخلصون ومحبون لزوجاتهم.

أن مشكلة العرب يا سيدتي ليست في أن عدد النساء أكبر من عدد الرجال، (وأرجو أن تثبتي لي بأحصائيات رقمية مثل هذا التفوق العددي). بل مشكلتنا هي النزوع نحو المغالاة في المهور والطلبات المكلفة التي يطلبها أهل الفتاة من الرجل المسكين.

وأنتي تعرفين أن هذا هو سبب عنوسة الفتيات على الأقل في بلدك، وليس أي شئ أخر. لا تقولي لي الأغنياء القادرون على فتح أكثر من بيت بأمكانهم أنقاذ هؤلاء العانسات من حظهم العاثر، لأن مثل هؤلاء لا يبحثون عن عانس. بل عن مراهقة لا تتجاوز الثامنة عشر.

مما يسوقني الى المشكلة الكبرى. أن عدد الشباب العزاب يتفوق على عدد العانسات. ولاحظي بأن العرب لا يطلقون على الرجل لقب عانس، حتى ولو كان في الأربيعنيات من عمره.

بهذا التشريع فأن الله يسمح للأغنياء بنكاح ما طاب لهم من النساء، بينما فقراء شباب المسلمين، لا يجدون فرصة لنكاح واحدة. أين العدل؟

بالنسبه للطلاق اباح الله الطلاق ولكن جعليه من ابغض المباحات قال رسول الله ((أبغض الحلال الي الله الطلاق))

وقال الحنفيه والحنابله الطلاق محظور لما فيه من كفران نعمه النكاح لقوله صلي الله عليه وسلم ((لعن الله كل مذواق مطلاق)) وانما ابيح في بعض الاوقات.

اما بالنسبه لجعله مقتصرا علي الرجل دون المرأه فهذا لان المرأه حسب تكوينها العاطفي سريعه الانفعال والتأثر كما انها تمر بمراحل في حياتها يختل فيه توازنها الهرموني مما يؤثر علي الحاله المزاجيه والعصبيه وذلك في حالات الدوره الشهريه والحمل والنفاس وما يصاحبه من حالات ضيق واكتئاب وعصبيه زائده ورغبه في البكاء دون سبب ويمكنك التاكد من ذلك بالرجوع الي اهل العلم من اطباء وغيرهم فلو ترك امر الطلاق لأصبح مصير الاسره رهن تغيراتها النفسيه.

وماذا عن الرجل؟! الا يمر هو الأخر بضغوط في العمل؟ الا يمر بأزمات مالية؟ اليس هو الأخر من الممكن أن يرمي يمين الطلاق على أمرأته في حالة وجدانية غير متزنة؟

هذه النظرة الى الرجل بأن كائن متفوق وأعلى من المرأة هي نظرة قاصرة وظالمة. ماذا لو أن الأسلام أقر بأن لا يكون طلاق الا أمام قاض عادل؟! ولكن أعطائه هذا الحق للرجل، يلقيه على زوجته وقتما شاء هو عين الظلم.

اما الادله التي توضح مكانه المرأه فمنها علي سبيل المثال لا القصر:

((وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثير)).

((ولهن مثل الذي عليهن)) وقال رسول الله ((أستوصوا بالنساء خيرا)) ((خيركم خيركم لأهله)) وكان آخر ما اوصى به النبي وهو يلفظ انفاسه المباركه الصلاة وما ملكت أيمانكم من النساء.

وماذا عن: واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن. النساء 34

ان كان لم يزل في قلبك لو بصيص من نور الأسلام أسأل الله العلي القدير أن لا يطفئه ويفيض عليك من نوره فهو كما قال عن نفسه.

أشكر آلهي الذي أعبده بالحق، بأن في قلبي يتربع عرش المسيح وهو جالس فيه يملئه بنوره. وليس فيه أي ظلمة من ظلمات الأسلام.

((الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم))

يقول المسيح: أَنَا نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَتَخَبَّطُ فِي الظَّلاَمِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ. يوحنا 8 الآية 12